ظل التسامح الديني والتعايش السلمي والتفاهم المشترك بين كل من يعيش على أرض عمان ماثلا في كل حقب التاريخ، أدركه المتابعون، وسجله الرحالة من مختلف الأديان والثقافات.
ولما كانت فلسفة المدرسة الإباضية قائمة على قاعدة التسامح الديني، والبعد عن الفتنة، فإن هذا جعل العمانيين بعيدين عن التقلبات السياسية في العصر الإسلامي الأول، وكونوا لأنفسهم مجتمعات متماسكة بعيدة عن بؤر الصراع والتوتر، وجعلوا لهم بعدا حضاريا في التواصل مع العالم والاتصال بالثقافات تأثرا وتأثيرا. ومن الناحية التاريخية في عام 132هـ تم انتخاب أول إمام إباضي في عُمان، وهو الجلندى بن مسعود، مستقلا عن أي سلطة حاكمة، وتوالى الأئمة والسلاطين على حكم عمان بهذا النهج وعاش أهل السنة، وكذا الشيعة في وئام وانسجام، وغيرهم من أهل الأديان الأخرى بكل احترام وتقدير. ولا يزال يشكّل الإباضية أغلبية السكان في عُمان ، ولهم وجود في بلدان أخرى مثل ليبيا وتونس والجزائر ودول شرق إفريقيا وغيرها.